فرج الناخب الوطني وليد الركراكي أخيراً عن اللائحة النهائية لأسود الأطلس التي ستخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا، واضعاً حداً للتكهنات ومُعلناً دخول المنتخب مرحلة الجد. قراءة أولية في القائمة تكشف أن الركراكي غلّب كفة “الانسجام والتوليفة” (Chemistry) على معيار الجاهزية المطلقة في بعض المراكز، معتبراً أن وقت التجريب قد انتهى وأننا أمام استحقاق لا يقبل القسمة على اثنين.
حراسة المرمى: مفاجأة “الحرار” وثبات بونو
في مركز حراسة المرمى، لم يكن هناك جدال حول ياسين بونو، أفضل حارس في إفريقيا، ومنير المحمدي بخبرته القارية والمونديالية. لكن المفاجأة تمثلت في استدعاء حارس الرجاء الرياضي، مهدي الحرار، الذي يبدو أنه كسب ثقة الركراكي بعد تطوره اللافت وخروجه من عباءة الزنيتي، متفوقاً بذلك على مهدي بنعبيد الذي كان المرشح الأبرز ليكون الحارس الثالث.
الدفاع: مغامرة حكيمي وصدمة بن العمري
في رهان من الركراكي على تجهيزه للأدوار المتقدمة (نصف النهائي أو النهائي)، معتمداً في الوقت الراهن على “الجوكر” نصير مزراوي القادر على شغل عدة مراكز، والمقاتل محمد الشيبي. كما شهدت القائمة تطوراً في وضعية آدم ماسينا وتألقاً للموهبة أنس صلاح الدين.
أما “الصدمة” الكبرى للجماهير فكانت استبعاد بلعمري ووضعه في اللائحة الاحتياطية. قرار يبدو غريباً بالنظر لجاهزية اللاعب، وربما يُعزى لقناعة الركراكي بتأمين الشق الدفاعي أكثر، رغم التساؤلات حول المخاطرة باستدعاء الشاب أيت بودلال الذي يفتقد للخبرة الإفريقية والاحتكاك البدني اللازم لمقارعة مهاجمي القارة، وهو ما قد يعيد سيناريو إصابات “كان كوت ديفوار”. في المقابل، يستمر الاعتماد على رومان سايس كقائد للخط الخلفي رفقة نايف أكرد وجواد الياميق.
وسط الميدان: مزيج من القوة والفن
في وسط الميدان، يحضر “الغلادياتور” سفيان أمرابط بقوته البدنية المعهودة، رغم المخاوف من مواجهته للاعبين أذكياء يتفوقون بالعقل على القوة. وإلى جانبه، يبرز العيناوي كـ”ملعقة عسل” في التشكيلة بذكائه وتوازنه، وعز الدين أوناحي الذي يواصل عزف ألحانه الكروية باريحية تامة تمنح الثقة لزملائه. كما تسجل القائمة حضور إسماعيل الصيباري بقوته واختراقاته، و أسامة تيرغالين.
الهجوم: ترسانة نجوم وحسرة على “إغمان”
ضم الخط الأمامي 8 أسماء بارزة، يتقدمهم نجم ريال مدريد إبراهيم دياز الذي يحظى بثقة عمياء من الركراكي رغم الصعوبات الإفريقية، والموهبة إلياس أخوماش الذي يفضله الكثيرون لمهارته العالية. كما يحضر “المرعب” سفيان رحيمي، رجل المهمات الصعبة ومتصيد ضربات الجزاء، إلى جانب الزلزولي وبن صغير الذي ينتظر الجمهور انفجاره كروياً.
ومع ذلك، تبقى النقطة السوداء هي غياب حمزة إغمان ( المصاب)، اللاعب الذي يعتبره الكثيرون “مفصلاً على مقاس إفريقيا” بقوته البدنية وحسه التهديفي الذي يتفوق به أحياناً على النصيري والكعبي، خاصة وأن الأخيرين مطالبين بتحسين اللعب بالأرجل وليس الاكتفاء بالكرات الهوائية.