قالب ووردبريس الرياضي الاول -لشراء القالب (التفاصيل)

تحليل مباراة المغرب وسوريا: كيف فك السكتيوي شفرة “الدفاع الحديدي” وتأهل لنصف النهائي؟

اسفل الهيدر

حقق المنتخب الوطني المغربي الأهم بضمان التأهل إلى نصف نهائي البطولة، بعد تجاوز عقبة المنتخب السوري العنيد في مباراة حبست الأنفاس. لم يكن الانتصار مجرد عبور للدور القادم، بل كان اختباراً حقيقياً لمدى نضج “أشبال” طارق السكتيوي تكتيكياً أمام خصم يجيد إغلاق المنافذ.

في هذا التحليل المفصل، نستعرض كيف نجح المنتخب المغربي في كسر “القفل السوري”، ودور التغييرات الحاسمة في قلب الموازين.

الفخ السوري: تكتيك “الكتلة المنخفضة” والانتظار

دخل المنتخب السوري اللقاء باستراتيجية واضحة ومكشوفة لكنها صعبة الاختراق: التكتل الدفاعي (Low Block) وترك الاستحواذ للمغرب. كانت فلسفة المدرب السوري تعتمد على:

  • إغلاق المناطق الخلفية بكثافة عددية.

  • انتظار خطأ مغربي في التمرير أثناء البناء الهجومي.

  • استغلال الكرات الثابتة والتحولات السريعة (Counter-attacks).

هذا الأسلوب وضع المنتخب المغربي في مأزق “الاستحواذ العقيم” خلال الشوط الأول، حيث امتلك “الأسود” الكرة لكن دون خطورة حقيقية تذكر، وهو السيناريو الذي أقصى منتخبات كبيرة سابقاً مثل تونس وقطر أمام نفس الخصم.

الشوط الأول: لماذا فشلت خطة العرضيات؟

بدأ طارق السكتيوي المباراة بخطة تعتمد على توسيع الملعب والبناء من الخلف عبر الحارس بنعبيد، وصولاً إلى الأطراف عن طريق بولكسوت والموساوي. كانت الفكرة هي ضرب التكتل السوري عبر العرضيات الجانبية.

ومع ذلك، واجهت هذه الخطة عدة مشاكل:

  1. تفوق الدفاع السوري هوائياً: يمتلك مدافعو سوريا قامات طويلة وتمركزاً جيداً داخل الصندوق، مما جعل العرضيات صيداً سهلاً لهم.

  2. غياب الفعالية الهجومية: لم يكن وليد أزارو في أفضل حالاته للتمركز، بينما عانى البركاوي من فارق الطول، مما جعل الكرات العرضية بلا جدوى.

  3. بطء التحضير: التدوير المبالغ فيه للكرة منح الخصم وقتاً كافياً لإعادة التموضع.

نقطة التحول: “كوتشينغ” السكتيوي والخطة البديلة (Plan B)

يحسب للمدرب طارق السكتيوي قراءته الممتازة لمجريات الشوط الثاني. عندما أدرك أن سلاح العرضيات معطل، قرر تغيير “البروفايل” الهجومي بالكامل عبر إقحام الثنائي صابر بوغرين ومنير شويعر.

1. تأثير منير شويعر السحري

دخول شويعر كان بمثابة “كلمة السر”. هذا اللاعب يمتلك خصائص افتقدها الفريق في الشوط الأول:

  • القدرة على المراوغة في المساحات الضيقة (1 ضد 1).

  • التسديد القوي من خارج منطقة الجزاء.

  • اللعب في العمق (Zone 14) بدلاً من البقاء على الخط.

الهدف جاء ترجمةً لهذا التغيير التكتيكي؛ تسديدة قوية ومباغتة من شويعر خلخلت الدفاع والحارس، لتجد وليد أزارو الذي تابعها في الشباك.

2. دور صابر بوغرين

ساهم بوهرة في تسريع عملية الانتقال من الدفاع للهجوم، وضرب دفاع سوريا بتمريرات في العمق بدلاً من التمرير العرضي المستهلك.

نقاط القوة والضعف في أداء “الأسود”

أولاً: النقاط المضيئة

  • الضغط العكسي (Counter-Pressing): كانت منظومة استرجاع الكرة رائعة. بمجرد فقدان الكرة، يضغط ثلاثة لاعبين مغاربة لاستعادتها فوراً، مما حرم سوريا من بناء أي مرتدة خطيرة.

  • تألق حريمات: قدم مباراة كبيرة في وسط الميدان، وكان صمام أمان في استرجاع الكرات وبناء اللعب.

  • الصلابة الدفاعية: الثلاثي بنعبيد، سعدان، وبوفتيني حافظوا على التركيز طوال 90 دقيقة، ولم يرتكبوا أخطاء قاتلة.

ثانياً: نقاط تحتاج للمراجعة

  • الجهة اليسرى: لا يزال مركز الظهير الأيسر (حمزة الموساوي) يطرح علامات استفهام، سواء دفاعياً أو في دقة العرضيات.

  • إهدار العرضيات: الإصرار على العرضيات دون وجود مهاجم قناص يجيد الضربات الرأسية يعد إهداراً للمجهود البدني.

الخلاصة: انتصار الواقعية والمرونة التكتيكية

في المحصلة، استحق المنتخب المغربي التأهل لأنه عرف كيف يجد الحلول عندما تعقدت الأمور. أثبت طارق السكتيوي أنه يمتلك مرونة تكتيكية ولا يخشى تغيير أفكاره وسط المباراة، كما أثبتت دكة البدلاء أنها قادرة على صناعة الفارق.

المباراة القادمة في نصف النهائي ستتطلب جهداً أكبر، وربما تكون فرصة لتصحيح أخطاء الجهة اليسرى وتعزيز النجاعة الهجومية لضمان الوصول للنهائي.


شاركنا رأيك في التعليقات: من كان “رجل المباراة” في نظرك؟ وهل تتوقع تتويج المغرب باللقب؟

اسفل الهيدر
شارك المقال شارك غرد إرسال

اترك تعليقاً