تحليل مفصل لفوز المنتخب المغربي بلقب كأس العرب بعد مباراة دراماتيكية ضد الأردن. تعرف على دور السكتيوي، تألق بن عبيد، وحسم حمد الله وسعدان للقب.
امتداد للزعامة العالمية والقارية
لم يكن فوز المنتخب المغربي بلقب كأس العرب (3-2) ضد المنتخب الأردني مجرد انتصار عابر، بل هو حلقة جديدة في سلسلة النجاحات التاريخية. هذا اللقب هو امتداد طبيعي لفوز منتخب أقل من 20 سنة باللقب العالمي، ولقب أقل من 17 سنة القاري، والتألق الأولمبي. إنها “الريادة المغربية” التي تفرض نفسها اليوم أمام العالم بأسره.
تحليل النهائي: شوط العبقرية وشوط المعاناة
دخل المنتخب المغربي المباراة النهائية وهو في أوج عطائه التقني، خصوصاً في الشوط الأول الذي قدم فيه “الأسود” واحدة من أجمل مبارياتهم:
-
هدف “طنان” الخرافي: افتتح طنان التسجيل بهدف مبكر سيبقى محفوراً في ذاكرة البطولة، هدف ينم عن رؤية ثاقبة ومهارة عالية في وضع الكرة في زاوية مستحيلة.
-
السيطرة التكتيكية: بفضل التمريرات القصيرة والانتشار الجيد، نجح السكتيوي في تحييد خطورة الاندفاع البدني للأردنيين، وكان بإمكان المنتخب إنهاء الشوط الأول بأكثر من هدف لولا إصابة البركاوي وضياع فرص محققة.
الدراما والعودة من بعيد: دور “الفار” وذكاء السكتيوي
مع بداية الشوط الثاني، تعقدت الأمور بهدف تعادل أردني مباغت في الدقيقة 46، تبعه هدف ثانٍ من ضربة جزاء غيرت مجرى اللقاء. هنا ظهرت شخصية البطل وذكاء المدرب طارق السكتيوي:
-
رفض الكرات الطويلة: في اللحظات الحرجة، طلب السكتيوي من لاعبيه العودة للعب الأرضي القصير، وهو ما أعاد التوازن للفريق وأوصله لمرمى الخصم.
-
إنصاف “الفار”: كاد الظلم التحكيمي أن يحرم المغرب من هدف مشروع، لكن تقنية الفيديو أنصفت الأسود وأعادتهم للمباراة في الوقت القاتل.
-
المرونة التكتيكية: نجح المدرب في تدبير الغيابات والاضطرار لتغيير مراكز اللاعبين (حريمات كقلب دفاع، وبولكسوت كجناح)، مما أثبت جاهزية المجموعة ذهنياً وتكتيكياً.
نجوم حسموا اللقب: بن عبيد، حريمات، وسعدان
-
بن عبيد (أفضل حارس): لولا تصديه الأسطوري لانفراد صريح في اللحظات الأخيرة، لربما تغير مسار الكأس. استحق لقب أفضل حارس في البطولة بجدارة.
-
حريمات (القائد): أثبت أنه “ترمومتر” الفريق، سواء في وسط الميدان أو حين تراجع للدفاع، نال جائزة الأفضل بفضل استقراره الفني طوال الدورة.
-
سعدان وحمد الله: جاء هدف الحسم بمجهود مشترك؛ رأسية حمد الله ومقصية سعدان التي سكنت الشباك، لتعلن الأفراح المغربية.
من اللقب العربي إلى الحلم الإفريقي
هذا التتويج يأتي قبل يومين فقط من انطلاق كأس إفريقيا، وهو بمثابة “شحنة معنوية” وسند قوي لكتيبة وليد الركراكي. المغرب اليوم لا ينظم فقط أفضل التظاهرات، بل يطمح لتتويج هذا التميز التنظيمي بلقب إفريقي غاب طويلاً، لتكتمل الفرحة على الأراضي المغربية.
ختاماً، هنيئاً للأطر الوطنية السكتيوي والسلامي على هذا المستوى الرفيع، وهنيئاً للجماهير المغربية هذا اللقب الغالي.