تحليل لعيوب المنتخب المغربي أمام مالي. كيف تفوق مدرب مالي تكتيكياً؟ ولماذا فشل “البريسينغ” المغربي؟ وكيف نصلح المسار قبل الدور الثاني؟
النقد الذاتي: الخطوة الأولى نحو الإصلاح
يجب أن نؤمن أولاً بأن لدينا عيوباً لنتمكن من إصلاحها. النجاح في “الكان” ليس مسؤولية الركراكي واللاعبين وحدهم، بل هي مسؤولية جماعية (جمهور، إعلام، محبين). لقد انتهى وقت الانفعال، والآن حان وقت التحليل العلمي الهادئ لضمان الاستمرارية .
كيف قرأ مدرب مالي “شفرة” الأسود؟
الواقع يقول إن الطاقم التقني لمالي درسنا بشكل أفضل مما درسناهم. اعتمد الخصم على خطة (4-4-1) ككتلة دفاعية، تتحول إلى (4-3-3) في الهجوم، مع ذكاء كبير في “الضغط الموجه”:
-
عزل نايف أكرد: مدرب مالي أغلق زوايا التمرير على نايف أكرد (المميز في البناء)، وأجبر ياسين بونو على التمرير لـ جواد الياميق.
-
استغلال نقطة ضعف البناء: بمجرد وصول الكرة للياميق، يبدأ ضغط مالي الشرس، مما يجبره على الكرات الطويلة العشوائية التي يفقدها المنتخب بسهولة لصالح مدافعي مالي الطوال.
أزمة “البريسينغ” والمساحات القاتلة
أظهر التحليل التقني بالفيديو أن المنتخب المغربي يعاني بشدة عندما يحاول ممارسة “الضغط العالي” (High Pressing).
-
تفكك الخطوط: عندما يخرج أوناحي والكعبي للضغط، تظل الكتلة خلفهم متباعدة، مما يسمح لمنتخب مالي بضرب خطين أو ثلاثة بتمريرة واحدة.
-
سفيان أمرابط تحت المجهر: بالأرقام والصور، ظهر أمرابط في وضعيات دفاعية “متخفية” أحياناً، حيث فشل في تغطية المساحات (Half Spaces) التي تركها زملاؤه، مما جعل دفاع المغرب مكشوفاً في مواقف (4 ضد 4).
المثلث الذهبي: لماذا تم تدميره؟
أفضل فترات المغرب كانت عبر الجبهة اليمنى (مزراوي، دياز، أوناحي). هذا “المثلث” خلق خطورة حقيقية وأثمر عن ضربة جزاء. السؤال المحير: لماذا قام الركراكي بتغيير هذا التوازن في الشوط الثاني؟
-
إبراهيم دياز كان في قمة عطائه، وإخراجه أو تغيير مركزه أضعف الجبهة اليمنى.
-
إسماعيل الصيباري لاعب عمق بامتياز، ووضعه في (الجناح) مكان دياز حد من خطورته، حيث يميل الصيباري فطرياً للدخول للعمق، بدلاً من فتح الملعب كما يفعل الزلزولي .
الدعم هو الحل الوحيد
الحل هو الدعم المطلق:
-
الواقعية في الضغط: إذا لم نكن نجيد الضغط العالي ككتلة واحدة، فالأفضل العودة لأسلوب “الانتظار” (Mid-Block) الذي نبرع فيه.
-
جودة البناء: تنويع حلول الخروج بالكرة وعدم الارتهان للاعب واحد.
-
الحفاظ على التوازن: استغلال الجبهات الناجحة وعدم تغيير المراكز التي تعمل بكفاءة.
رسالة للجمهور: توحدوا خلف المنتخب، شجعوا اللاعبين والطاقم. مباراة مالي كانت “قرصة ودن” في وقت مثالي، والمهم هو ما سنتعلمه منها لمواجهة زامبيا وما بعدها.