قالب ووردبريس الرياضي الاول -لشراء القالب (التفاصيل)

“هاتوا المغرب”.. ردٌ ميداني وتأهل بالواقعية: قراءة تحليلية في فوز “الأسود” على السعودية

اسفل الهيدر

في ليلة كروية بامتياز شهدتها الدوحة، حسم المنتخب الوطني المغربي “ديربي” عربي ساخن ضد المنتخب السعودي بفوز ثمين (1-0)، ضامناً بذلك التأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس العرب بالعلامة الكاملة ومتصدراً لمجموعته. المباراة لم تكن مجرد 90 دقيقة من اللعب، بل كانت معركة تكتيكية ونفسية بدأت في كواليس الفنادق وشوارع الدوحة قبل أن تنتقل إلى المستطيل الأخضر.

أجواء ما قبل المباراة: “ثقة مفرطة” سعودية
قبل صافرة البداية، عاشت البعثة المغربية والجماهير في الدوحة أجواءً مشحونة بالتحدي. الجماهير السعودية، منتشية بفوزها السابق، رفعت شعار “هاتوا المغرب” في كل مكان، من المصاعد في الفنادق إلى المدرجات، مبدين ثقة كبيرة في قدرة المدرب هيرفي رونار وكتيبته على تجاوز “الأسود”. هذه الثقة المفرطة، ربما كانت سلاحاً ذو حدين، حيث دخل المنتخب المغربي المباراة بهدوء وتركيز، عازماً على الرد في الميدان لا في الكلام.

الواقعية التكتيكية: السكتيوي يغلق المنافذ
على المستوى الفني، قد لا تكون المباراة الأجمل للمنتخب المغربي من حيث الاستحواذ أو “التيكي تاكا”، حيث بلغت نسبة امتلاك الكرة للسعودية 60% مقابل 40% للمغرب. لكن، وكما يُقال في عالم الكرة، “المباريات تُكسب ولا تُلعب”. المدرب طارق السكتيوي قرأ المباراة بواقعية كبيرة؛ فالسعودية هي المطالبة بالفوز، وبالتالي ترك لها الكرة وأغلق المساحات، معتمداً على تنظيم دفاعي محكم (الكتلة المتوسطة) والتحولات السريعة.
سيناريو إضاعة عبد الله الحمدان لضربة الجزاء السعودية كان نقطة تحول عززت ثقة اللاعبين المغاربة في المنظومة الدفاعية، وجعلت “الأخضر” يلعب ضد الوقت وضد تكتل دفاعي منظم قاده ببراعة الحارس بنعبيد وثنائي المحور الدفاعي سعدان وبوفتيني.

نقاط الضوء والظلال في التشكيلة
رغم الفوز، كشفت المباراة عن بعض العيوب التي يجب تداركها، أبرزها “الثغرة” في الجهة اليسرى الدفاعية التي يشغلها حمزة الموساوي. بدا واضحاً أن هيرفي رونار درس المغرب جيداً، حيث ركز هجماته وكثف الضغط العددي (2 ضد 1) في جهة الموساوي، مما شكل خطورة مستمرة.
في المقابل، تألق طارق تيسودالي في خط الهجوم، مسجلاً هدف الفوز ومثبتاً أحقيته بالرسمية، بينما قدم البركاوي مجهوداً خرافياً في المساندة الدفاعية والهجومية. أما خط الوسط، فقد شهد تراجعاً نسبياً في مستوى وليد الكرتي مقارنة بما عهدناه منه، في حين أظهرت التغييرات الاضطرارية (مثل إشراك أظهرة كأجنحة لغياب البدائل) وجود خصاص في دكة البدلاء بمركز الأجنحة الصريحة.

ما بعد السعودية: الهدف هو اللقب
انتهت المباراة بتأهل المغرب وإقصاء السعودية حسابياً من الصدارة، لكن الدروس المستفادة هي الأهم. الفريق أظهر شخصية قوية، وقدرة على “قتل” المباراة وتسييرها (Game Management) حين يكون متقدماً في النتيجة، حيث تحول الرسم التكتيكي في الدقائق الأخيرة إلى (5-4-1) لإجهاض أي محاولة للعودة.

الفوز على السعودية مهم معنوياً للرد على حملة “هاتوا المغرب”، لكنه ليس السقف. الطموح الآن يتجاوز الفوز في مباراة دور مجموعات؛ العيون شاخصة نحو الكأس. التأهل تحقق، والآن يبدأ “المشروع الثاني” في البطولة: مباريات خروج المغلوب التي لا تقبل القسمة على اثنين، والتي تتطلب معالجة فورية لمشاكل الجهة اليسرى والنجاعة في المرتدات، لضمان العودة بالكأس إلى الرباط.

اسفل الهيدر
شارك المقال شارك غرد إرسال

اترك تعليقاً